الأحد، 8 مايو 2011

مبادئ الإحصاء الوصفي في العلوم التربوية والإجتماعية

المقدمة
    يعتبر علم الإحصاء بمفهومه الحديث أداة لتحليل الظواهر المختلفة وفق قواعد وأسس رياضية خاصة به. ويستخدم على نطاق واسع في دراسة مختلف المشكلات التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والطبيعية، والتطبيقية، للوقوف على الماضي، وفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل وتحديد نماذجه، لرسم سياساتها وخططها المستقبلية، بأسلوب علمي سليم، تؤيده البيانات الإحصائية التي جمعت بالاستقصاء الإحصائي العلمي للظواهر المختلفة.
    ويهدف هذا الكتاب، بشكل خاص، إلى جعل الطالب الجامعي يكتسب : مفهوم الإحصاء، ومجالاته، والطرق الإحصائية، وأساليب جمع البيانات، وطرق عرضها وتبويبها في جداول مناسبة، وتمثيلها بيانياً، ومعالجتها إحصائياً، وتفسيرها، والتعرف على مفهوم العينات الإحصائية، وأنواعها، وحجمها، وطرق وأساليب اختيارها، وإجراء العمليات الإحصائية المتعلقة باستخراج بعض المقاييس الإحصائية الأساسية، كمقاييس النزعة المركزية وأشباه النزعة المركزية، ومقاييس التشتت، ومنحنى التوزيع الطبيعى ، والتعرف على نوع العلاقة بين متغيرين، من خلال معامل الارتباط، ومعادلة خط الانحدار الخطي للتنبؤ بقيمة أحد المتغيرين بدلالة المتغير الآخر، وتمثيلها بيانيا، والتعرف على مفهوم ومبادئ نظرية الاحتمالات، وقوانينها، وتطبيقاتها العملية في مجالات العلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية.
    لذا، يقدم هذا الكتاب المفاهيم والمبادئ الأساسية للإحصاء الوصفي، التي تعتبر ضرورية، وجوهرية، لبناء خلفية إحصائية أكاديمية متماسكة لدى غير المتخصصين، وذوي القدرات الرياضية المحدودة. ولتحقيق ذلك، تضمن الكتاب اثنتي عشرة وحدة مبوبة على النحو الآتي: الأولى تاريخ علم الإحصاء، ومجالاته، والطريقة الإحصائية والعينات. والثانية طرق عرض البيانات الإحصائية، والثالثة أنواع الكميات وتبويب البيانات وطرق تمثيلها. والرابعة مقاييس النزعة المركزية وأشباه النزعة المركزية وطرق استخراجها وأثر التحويلات الخطية عليها. والخامسة مقاييس التشتت والعلامات المعيارية، والمعيارية المعدلة، وطرق استخراجها. والسادسة والسابعة طبيعة وقوة شكل العلاقة بين متغيرين، وقياسها من خلال دراسة موضوعي الارتباط ومعادلة خط الانحدار الخطية للتنبؤ بقيمة أحد المتغيرين بدلالة الآخر. والثامنة أنواع التوزيعات التكرارية، وخصائص منحنى التوزيع الطبيعي وتطبيقاته. والتاسعة مقدمة موجزة في نظرية الاحتمالات، وأنواعها، وطرق حسابها كأداة تحليلية.
    ولتحقيق أهداف هذا الكتاب، فقد روعي في كتابته أمور عديدة منها: عرض مادته بأسلوب سهل ومبسط، مستعيناً بالرسوم والأشكال البيانية التي تمكن القارئ من استيعاب مادته، وتطبيق مفاهيمها ومبادئها وقوانينها الإحصائية الأكاديمية والحياتية، وترتيب مادته ترتيباً منطقياً ونفسياً، وطرح أسئلة متنوعة تشجع القارئ على قراءة موضوعاته قراءة متأملة، وتحثه على التفكير فيها تفكيراً علمياً، ضمن أمثلة إحصائية محلولة تزيد عن خمسمائة مثال، موزعة في ثناياه حسب موضوعاتها. وضمنت كل وحدة من وحداته مسائل إحصائية متنوعة إنشائية وموضوعية ذا مستويات مختلفة لتثبيت التعلم ونقل أثره والاحتفاظ به.
    ونظراً لعدم اقتصار فائدة دراسة الإحصاء على طلبة الكليات الجامعية الوسطة والجامعات، بل تعدتهم إلى المتعاملين في المجالات المختلفة، في المؤسسات الحكومية والخاصة سواء بسواء، لذا، أقدم هذا الكتاب كجهد متواضع يرفد المكتبة العربية بمرجع إحصائي لطلبة كليات العلوم التربوية، والآداب، والتربية الرياضية، والاقتصاد والإدارة، والكليات الجامعية الوسطة بتخصصاتها المختلفة، متمنياً أن يجدوا فيه الفائدة الإحصائية المتوقعة والتي تدفعهم للبحث والاستقصاء في مجالات الإحصاءات المتقدمة الأخرى.
    وأخيراً، لا يفوتني التعبير عن خالص شكري وعرفاني لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب إلى حيز النور بصورة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة أولئك الذين استعنت بمؤلفاتهم واقتبست منها في إعداده… والله ولي التوفيق.
                                                        الدكتور شحادة مصطفى عبده
كلية العلوم التربوية ـ جامعة النجاح الوطنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق